هل اقتربت الهدنة للتهدئة في غزة , بقلم مصطفى عياش

الأربعاء 28 فبراير, 2024

كتب مصطفى عياش مدير قناة وكالة غزة الآن الإخبارية مقالاً بعنوان "هل اقتربت الهدنة للتهدئة في غزة"؟

مع تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن المتكررة حول التوصل لهدنة يليها تهدئة قبل يوم الإثنين من الأسبوع المقبل , يستمر الاحتلال الإسرائيلي وقادته وعلى رأسهم "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال في تعقيب على تصريحات بايدن :"إن 82% من الأمريكيين يؤيدون الحرب على غزة" . 

في الجانب الفلسطيني ::

تقول حماس في تصريحات وبيانات رسمية وعبر ناطقيها بأنه لم يتم التوصل لأي اتفاق حقيقي حتى الآن , وأن كل ما يجري على الارض هو مماطلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الرغم من تدخل الوسطاء لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة قبل بداية شهر رمضان المبارك .

وتؤكد الحركة في بياناتها بأنها لن يكون هناك أي إتفاق دون انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة , وكذالك عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شمال القطاع , ولن يكون هناك أي اتفاق تبادل أسرى إلا بعد وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل على قطاع غزة  . 

وبحسب تصريحات الجهاد الإسلامي فقد صدرت تصريحات عن أمينها العام زياد النخالة قائلاً لن ندخل في أي مفاوضات دون انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة . 

وهو ما يُشير إلى أن الفصائل الفلسطينية لديها إجماع حول ألية التفاوض المستمرة بوساطات قطرية ومصرية ودول أخرى بأنه لن يكون هناك أي إتفاق بشأن تبادل أسرى دون خروج الاحتلال الإسرائيلي من جميع أنحاء قطاع غزة . 

أما في الجانب الإسرائيلي ::

تصدر الكثير من التصريحات حول المطالبة بوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى لدى حماس وباقي الفصائل الفلسطينية ضمن اتفاق تبادل أسرى , وتستمر التحركات الإسرائيلية لعائلات الأسرى للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للقبول بالأمر الواقع بعدما أظهرت مشاهد للأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية وهُم يؤكدون تعرضهم لمعاملة جيدة من قبل المقاومة الفلسطينية وأنهم لم يتعرضوا لأي أذى .

وحول تصريحات حكومة الاحتلال الإسرائيلي يقول نتنياهو بأنه لن يتم الإستجابة لأي قرارات دولية وأن "إسرائيل" هي وحدها التي تقرر ما تفعله ولن يُسمح لأحد بالتدخل فيما نفعله بحجة "إزالة التهديد".

ويُشير نتنياهو في العديد من التصريحات بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سوف يدخل رفح جنوب قطاع غزة , وسيفتح الطريق للنازحين من الجنوب للتوجه لمناطق جديدة يدعي أنها أمنة كما فعل في المرات السابقة وقتل العديد منهم . 

أما عن غالانت وباقي المسؤولين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي فإنهم بدأوا بالتراجع عن العديد من التصريحات نتيجة الغضب والضغط في الشارع الإسرائيلي بعدما قُتل عدد من الأسرى الإسرائيليين نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة , وأصبحت تصريحاتهم مرتبطة "بعودة الأسرى أحياء" ومُحاولة تهدئة أهالي الأسرى الإسرائيليين حتى لا تنجر الأمور إلى حرب شوارع في تل أبيب مع استمرار المشاهد اليومية في تل ابيب وباقي المدن المحتلة والتي تشهد مواجهات بين شرطة الاحتلال وبين اهالي الأسرى الإسرائيليين المعارضيين ومؤيدي نتنياهو وحكومة الاحتلال . 

فهل نحن أمام هدنة يليها تهدئة ؟

يقول مصطفى عياش مدير قناة و وكالة غزة الآن الإخبارية , نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها غزة فإن العالم اختلفت تصريحاته عما سبق الاول من يناير ومنذ السابع من أكتوبر , حتى أننا بدأنا نسمع تصريحات في مجلس الأمن كُلها تقف مع "غزة" وإلى جانب الشعب الفلسطيني ولا يستطيع الجانب الإسرائيلي الرد على تلك التصريحات نتيجة المعارضة التي يواجهها من قبل دول مجلس الأمن , ومع استمرار المطالبة بوقف إطلاق النار فإن الاحتلال ايضاً بدأ يُرسل الوفود إلى الدول التي تستمر فيها المفاوضات منها القاهرة وقبلها في قطر , وكان أخر تلك المفاوضات هو عملية تبادل أسرى مقابل عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين , والفصائل أكدت أنها تعاملت بإيجابية من أجل السكان في القطاع الذين يتعرضون لإبادة ومجاعة جماعية . 

ونتيجة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو في كُل مرة , فإن الدول باكملها أدانت تصرفات الولايات المتحدة وهو ما أدى إلى تغير في تصريحات وسياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي يعمل حالياً على وقف إطلاق نار في غزة نتيجة الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان القطاع .

وأضاف عياش إن التصريحات الأخيرة لكلا الأطراف تؤكد أننا ذاهبون إلى هدنة مؤقته يليها تهدئة خلال الأيام المقبلة والتي لا يُمكن تأكيد موعدها بشكل دقيق على الرغم من أن التصريحات جميعها معاكسة لما يعيشه الطرفان في الواقع , والذي يؤكد ذلك مفاوضات القاهرة الأخيرة والتي ما زالت مستمرة حتى الآن , على الرغم من فشل إتفاق باريس , والأحداث الجارية في "الأراضي المحتلة" تتجه نحو التصعيد وهو ما لا يُريده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعتبارات سياسية وأهمها خسارة فادحة أمام حماس وخسارة أخرى في الشارع الإسرائيلي تؤدي إلى زعزعة الأوضاع واضطرابات وحرب أهلية داخلية .