طوفان الأقصى.. عبورٌ من المستحيل إلى الممكن
عندما يصبحُ المستحيلُ ممكنًا وتغدو الأحلام واقعًا، تشاهده الأعين عبر الصور والفيديوهات الحية أو عبر البث المباشر، طوفانًا هادرًا يجتاح برًا وبحرًا ويخترق جوًا، يصنع مجدًا نوعيًا نحو الأقصى والعودة والحرية.
عبورٌ من المستحيل إلى الممكن، إلى عبارة طالما رددها الفلسطينيون "العودة حق كالشمس"، رسخها أبطال القسام وهم يجتازون الحدود نحو شروق جديد في عهد الصراع مع الاحتلال، يباغتونه في غلاف غزة من كل مكان قتلًا وأسرًا.
دهشة وصدمة وذهول فوق الوصف، وفرحة كبيرة تجاوزت كل حدّ، وفخر وانتشاء يفوق التوقع، كلها كانت حاضرة فلسطينيًا وعربيًا أمام مشاهد أبطال كتائب القسام في معركة "طوفان الأقصى"، وهم يصنعون حدثًا تاريخيًا وهزيمة استراتيجية للاحتلال الإسرائيلي ومنظومته كافة.
حلم يتحقق
وكتب الإعلامي ياسر أبو هلالة عبر "تويتر": "طوفان الأقصى.. ما يحدث كتابة جديدة للتاريخ، وتصحيح للمفاهيم، وخروج على النص، وكأننا في حلم لا واقع!".
وأضاف أبو هلالة: "سيارات القسام تجول في المستوطنات! المستوطنات عدوان غاشم دائم، والاعتداء على القدس والأقصى والمقدسات لا يتوقف، الهوان العربي لا يجوز تحويله إلى عقيدة وواقع لا فكاك منه".
وتابع: "هاهم يتحدون أعتى قوة بأبسط سلاح وأقوى إيمان وأصلب إرادة. من رجال باعوا لله أنفسهم، من قائدهم الضيف إلى أصغر مقاتل. لم يذهبوا لنزهة، ذهبوا وقد ودعوا أحباءهم الوداع الأخير دون أن يخبروهم عن الوجهة، لك أن تتخيل كم أم وزوجة وابن وبنت يتابعون أبناءهم وإخوانهم وآباءهم، مثلنا على الشاشات! كن معهم يا الله، فما لهم غيرك".
وقال الكاتب ياسر زعاترة: "إلى قائد طوفان الأقصى البطل محمد الضيف" إلى المغوار الذي حطّمت صواريخ الغزاة جسده، وما نالت قيْد أنملة من عزيمته وإيمانه بالنصر، إليه نقول:دع العاجز في رام الله يصرخ متسوّلا: "احمونا"، وردّد أنت مع الأحرار صيْحة شيخك "القسام" في أحراش "يَعْبَدْ": "إنه جهاد.. نصر أو استشهاد".
وأرفق السياسي محمد المختار الشنقيطي صور للأقصى، وكتب: "حسِبْنا أننا سنحرر فلسطين، فوجدنا أن فلسطين هي التي ستحرِّرنا".
ونشر الناشط محمد كازم صورة لأحد أبطال القسام وهو يقتل جنديًا إسرائيليًا داخل موقع عسكري، وقال: "إلى حد اللحظة لم أجد تفسيرًا منطقيًا لهذا النجاح الهائل لخطة القسام في طوفان الأقصى، خطةٌ عسكريةٌ متقنة، نجاحها ربما فوق توقّع المخططين".
وتابع: "على الصعد كافة، أمنيا وعسكريًا ولوجستيًا وإعلاميًا وعلى مستوى التحضير المتقن، لا يمكن أن نصل إلا إلى تفسيرٍ واحد، هوَ الله".
دهشة لا تنقضي
وكتبت المحللة والكاتبة لمى خاطر عبر فيسبوك: "بين يومٍ وليلة صارت كل الأخبار عادية ومألوفة.. سقوط مئات القتلى من العدو.. آلاف الجرحى.. عمليات أسر لا تتوقف..".
وقالت: "هبوط مظليين خلف الخطوط، كوماندوز بحري، اقتحام القسـام للمواقع والحصون وتحييد من فيها.. عملية تسلل هنا.. احتجاز رهائن هناك، فقدان العدو اتصاله مع مجموعات من جنوده.. آلاف الرشقات الصاروخية على تل أبيب أو سواها".
وأكملت: "بين يوم وليلة، اعتادت الآذان سماع كل هذا، رغم أن كل ما جرى ليس عادياً أبداً ولا ينبغي الكف عن الاندهاش بتفاصيله المتتابعة".
وأردفت: "لكن سبحان الله المعزّ المذل، الرافع الخافض، الممكّن لخيرة رجاله في أرضنا، المبدل أحوال العباد والبلاد، ، المحقق وعده، ولو بعد حين.. وسلام أبديّ على من أودعوا وعينا هذا الاعتياد الجميل، الملازم لدهشةٍ لا تنقضي".
وعبر الكاتب ساري عرابي عن المعركة: "هذا ممّا لا يُعقّب عليه.. هذا ممّا تستظلّ به الأقلام والصحف!".
وأعلن صباح السبت الماضي، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، عن البدء بعملية "طوفان الأقصى"، رداً على جرائم الاحتلال واعتداءاته الوحشية بحق شعبنا ومقدساته.
وارتفع عدد قتلى الاحتلال إلى 700 قتيل وقرابة 2156 جريح منذ بداية المعركة المتواصلة لليوم الثالث على التوالي.
وتواصل كتائب القسام معركتها بخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال في مستوطنات غلاف غزة، وإطلاق الصواريخ نحو المدن المحتلة.
التعليقات