حماس انتصرت بالفعل على حكومة الاحتلال الإسرائيلي

السبت 6 يناير, 2024

نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالا بعنوان “الحرب على غزة: لماذا ربما تكون حماس قد انتصرت بالفعل؟” للكاتب الإسرائيلي، ريتشارد سيلفرشتاين، أكد فيه أن “حماس” ليست مجرد كيان عسكري، بل تقدم نفسها كحركة نضال الفلسطيني، وأنه لا يمكن أبدا القضاء عليها. واعتبر أن “حماس” انتصرت في الجولة الأخيرة في الصراع، بعدما دفعت تل أبيب ثمناً باهظاً في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تبعه من خسائر في جنودها واقتصادها وغضب شعبها المتصاعد ضد حكومة بنيامين نتنياهو التي بدأت في الانهيار.

وقال الكاتب الذي يقدم نفسه كـ”صهيوني تقدمي ناقد”، إنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت “حماس” عملية جريئة “غزت فيها جنوب إسرائيل واحتلت عدداً من البلدات والكيبوتسات”، مما أسفر عن مقتل 1140 شخصاً، وهو الهجوم الجوي والبري والبحري الذي يوصف بأنه كان “منسقا بعناية”، وأذهل إسرائيل والعالم.

وبحسبه فالهجوم جاء بعد أكثر من عام من التخطيط والتدريب، وتمكن فيه ألف مقاتل من اختراق الدرع الدفاعي الذي تبلغ قيمته مليار دولار، والذي أقامته إسرائيل بشق الأنفس حول غزة على مدى عقد من الزمن أو أكثر.

وأكد أن الهجوم أظهر للجميع أن كل التكنولوجيا المتطورة في العالم يمكن هزيمتها بواسطة قوة حرب عصابات صغيرة تستخدم تكتيكات المراقبة والتخطيط والاحتشاد في ساحة المعركة، وفق التحليل، الذي يقول إن “حماس” نجحت من خلاله في انتهاك الإجراءات الأمنية التي اعتقد الإسرائيليون أنها غير قابلة للاختراق، وحطم كل الافتراضات التي قدمتها المخابرات العسكرية الإسرائيلية بشأن الحركة الفلسطينية.

وأشار إلى أن جهاز “الشاباك” والجيش الإسرائيلي اعتقدا بشكل “متعجرف”، أن “حماس” لديها الكثير لتخسره حتى تتمكن من شن عملية كبرى ضد إسرائيل؛ وأنها كانت مهتمة بالحفاظ على حكمها لغزة أكثر من خوض الحرب، مضيفا: “لقد كانوا مخطئين تمامًا في ذلك”.

وأكد أن إسرائيل وحصارها المستمر منذ 17 عاماً لغزة أدى إلى يأس سكان القطاع، ولا يرى معظمهم أي أفق للأمل في حياة أفضل ومستقبل أفضل، فهم يعيشون، ولكن في معاناة الآخرين.

وتابع: “لقد كانت تلك الهجمات بمثابة تمرد ضد القدر، وإعلان بأن الشعب الفلسطيني، بغض النظر عن التكاليف الباهظة، سوف يحارب مضطهديه، رغم أن العالم فقد الاهتمام بفلسطين، خاصة بعد اتفاقيات أبراهام، مع 4 دول عربية أعلنت في السابق ولاءها للقضية الفلسطينية”.

ولفت إلى أنه حتى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتودد إلى السعودية للانضمام إلى الاتفاقيات، “لكن حماس حطمت أحد الإنجازات الإقليمية القليلة التي حققها بايدن”.

وأضاف: “لقد أدى الغزو الإسرائيلي الدموي، الذي كلف حياة أكثر من 22 ألف فلسطيني (وأكثر من ذلك كل يوم)، إلى تدمير التصورات العالمية عن إسرائيل، فبدلاً من أن يُنظر إليها على أنها دولة ديمقراطية ومبتكرة تكنولوجية، أصبح العالم الآن ينظر إليها باعتبارها نظاماً متعطشاً للدماء ويمارس الإبادة الجماعية”.

وتابع “لقد تغلبت حماس مرة أخرى على السلطة الفلسطينية باعتبارها حاملة لواء القومية الفلسطينية، ففتح الآن ليست أكثر من مجرد متعاون فاسد مع العدو الإسرائيلي، ونجحت حماس في تذكير الفلسطينيين بأن المقاومة المسلحة، مهما كانت التكلفة، هي كل ما يفهمه العالم”.

واعتبر الكاتب أنه من تداعيات الهجوم كذلك، تعزيز حماس يد إيران وما يسمى “محور المقاومة” التابع لها، والذي شن هجمات ضد المصالح العسكرية والتجارية الأمريكية والإسرائيلية، من العراق إلى اليمن.

وبرأي الكاتب فرغم أن الولايات المتحدة لا ترغب في الانجرار إلى صراع إقليمي طويل الأمد، فإن دعمها الثابت لإسرائيل أدى حتماً إلى جرها إلى ما تسعى إلى تجنبه، وإذا كنت لا تريد أن ينجر إليك حليف يسعى وراء اهتمامات لا تشاركه فيها، فيجب أن تجعله على دراية بحدود العلاقة، مضيفا: “رفض بايدن ذلك بتكلفة سياسية”.

وأكد أن دعم بايدن للإبادة الجماعية الإسرائيلية، يقدم احتمالا حقيقيا للغاية بإمكانية إخراجه من البيت الأبيض في عام 2024، واستبداله برئيس لن يدافع عن إسرائيل فحسب، بل سيشجع أخطر مغامراتها العسكرية، في إشارة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب.