الاحتلال يعترف بفشله أمام طلبات حماس في جولة المفاوضات

الاثنين 15 يناير, 2024

أعلنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن ثمن تحرير المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يعني اعتراف حكومة الاحتلال وجيشه بالفشل، في إشارة إلى فشل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة في تحقيق أهدافها.

وقال المحلل العسكري في الصحيفة عاموس هارئيل، اليوم الاثنين، إنه من أجل التوصل إلى صفقة جديدة، ستطلب حركة حماس وقفاً دائماً لإطلاق النار والتزاماً إسرائيلياً بعدم المس بقيادتها، وهذا يعني انتهاء الحرب من دون أن تحقق أهدافها المعلنة من قبل إسرائيل، وهي تفكيك حركة حماس وقدراتها.

وأضاف الكاتب أنه بخلاف ما يمكن أن يفهم من بعض التقارير الإعلامية، فإنه لا يوجد بعد على الطاولة أي عرض تسوية بشأن صفقة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة، وإنما هناك أفكار يطرحها الوسطاء من قطر ومصر بدعم أميركي.

ويعتقد الكاتب أن "طلبات حماس في الجولة الحالية تبدو مرتفعة جداً"، وأن الحديث لا يدور فقط عن صفقة "الجميع مقابل الجميع"، أي إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وكذلك مقاتلي النخبة الذين ساهموا في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وإنما ستطلب حماس برأيه "أمرين إضافيين متعلقين بعضهما ببعض، وهما وقف دائم لإطلاق النار والتزام بعدم المس بقيادتها". 

كما يرى الكاتب أن الموافقة الإسرائيلية على صفقة كهذه "ستعني نهاية الحرب بشكلها الحالي، وأكثر من ذلك، سيعني ذلك اعتراف الحكومة والجيش أنهما فشلا مرتين، مرة في بدء الحرب ومرة في تحقيق الأهداف الطموحة التي رسماها لنفسيهما في أعقابها: هزيمة حماس وتفكيك قدراتها".

وتابعت الصحيفة بأنه "يوجد في القيادة الأمنية والسياسية من يدّعون أنه لا مفر من ذلك (أي من الموافقة)، لأن هذه الأهداف تتصادم مع الهدف الآخر وهو إطلاق سراح المختطفين، في حين أن الهدف الثاني هو الوحيد الذي يمكن بالفعل تحقيقه حاليا".

وبرأي المسؤولين نفسهم، فإن "فشل الدولة الفظيع في 7 أكتوبر"، الذي عرّض عائلات في منطقة غلاف غزة ومشاركين في الحفل الذي نُظم في المنطقة للقتل والأسر، "يُلزمها بإصلاح هذا الوضع حتى لو كان الثمن الاعتراف بالفشل، والذي سيعني فعلياً الموافقة على انتصار حركة حماس في الحرب. وبالنسبة لحماس، الهدف لم يعد التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وإنما تطمح إلى مسار يؤدي في نهايته إلى وقف إطلاق نار يضمن بقاء الحركة في السلطة ويحمي قيادتها من الاستهداف".