الاستخبارات الأميركية تشكك بالاتهامات "الإسرائيلية" ضد "الأونروا"

الخميس 29 فبراير, 2024

شكك تقييم أجرته الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في صحة مزاعم "إسرائيلية" بتورط موظفي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، إلى أن التقرير الصادر عن الوكالة الأمريكية ذكر أنه رغم تنسيق "الأونروا" مع حماس لتقديم المساعدات الإسنانية والعمل في غزة، فإنه لا وجود لدليل يشير إلى أنها دخلت في شراكة مع الحركة.

وأضافت الصحيفة البريطانية، أن إسرائيل "لم تشارك المعلومات الاستخبارية الخام وراء تقييماتها مع الولايات المتحدة".

ونقلت الصحيفة، عن مصدرين مطلعين -لم تكشف عن هويتهما- أشارا بهذا الشأن إلى الكراهية التي تكنها "إسرائيل" لوكالة الأونروا، ونقلت عن أحد المصدرين قوله إن "قسمًا محددًا يذكر كيف يعمل التحيز الإسرائيلي على تشويه الكثير من تقييماتهم للأونروا ويقول إن هذا أدى إلى تشويهات".

يذكر أن الأونروا فصلت عاملين في غزة على خلفية الاتهامات الإسرائيلية، وأعلنت في يناير/كانون الثاني الماضي فتح تحقيق مستقل في الاتهامات الإسرائيلية بشأن مزاعم ضلوع عاملين فيها في "عملية طوفان الأقصى".

وقالت المتحدثة باسم الأونروا تمارا الرفاعي إنه "من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نجري تحقيقًا مستقلًا في هذه الأمور المحددة في الحالات الفردية التي لفتت إسرائيل انتباهنا إليها".

وأضافت في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية "لدينا 33 ألف موظف، جميعهم تقريبًا يعملون بجد وملتزمون جدًا، وعملوا في الوكالة لسنوات طويلة".

وأشارت الرفاعي إلى، أن الأونروا تسلمت ادعاءات من الحكومة الإسرائيلية بشأن 12 اسمًا في غزة، وكان علينا التحقق من هذه الأسماء في سجلات المنظمة التي تضم 13 ألف موظف في غزة، وتم التمكن من مطابقة 8 من هذه الأسماء.

ولفتت إلى، أن تجميد الدول مساهماتها التمويلية للأونروا أمر مدمر للغاية، موضحةً أن الوكالة تقدم الملاجئ ومساعدات غذائية وطبية ومياها نظيفة لنحو مليوني شخص في غزة.

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كافة البلدان أن تضمن استمرارية عمل الأونروا "المنقذ للحياة".

وتقدم الوكالة خدمات إغاثية لنحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل، منهم 1.7 مليون في قطاع غزة، فيما تؤكد "إسرائيل" أنها ستسعى لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

والاتهامات الإسرائيلية للوكالة ليست الأولى من نوعها، فمنذ بداية العدوان على غزة، اتهمت "إسرائيل" موظفي الوكالة بالعمل لصالح حركة حماس، وحسب مراقبين، يعد هذا الاتهام تسويغا مسبقا لاستهداف مدارس ومرافق الأونروا في القطاع، التي تستضيف عشرات الآلاف من النازحين، معظمهم من الأطفال والنساء.